أعراض تخبرك بميعاد الولادة الطبيعية
رحلة الحمل
تجربة الحمل والإنجاب من أجمل التجارب التي قد تمر بها الانثى في حياتها، فمن الرحم تخرج الحياة، وربطها الله بخلقه أجمعين جينما أوصانا بصلة الرحم في الحديث عن صلة الأقارب من الأهل. لكن في الحمل والولادة لا ننسى التعب والألم الذي قد تتكبده الام في سبيل وصول جنينها بأمان للحياة.
نظراً لأن الحمل يحدد بالأسبوع وليس بالشهر كما يعتقد البعض؛ فإن رحلة الحمل الممتدة لأربعين اسبوعاً قد تزيد أو تنقص أسبوع أو إثنين على الأكثر. يقوم الرحم بتحضير الجسم للولادة في الأسابيع الأخيرة من الحمل قبل معاد الولادة الفعلي ليكون إنذاراً لطيفاً للأم على قرب مجيء إبنها للحياة، ولتهيئة الجسم لانتهاء رحلة الحمل والتعافي من بعدها.
علامات الولادة الطبيعية
في الأسبوع الـ38 من الحمل يبدأ الجسم في الاستعداد لموعد الولادة، وقد يحدد الطبيبي ذلك عن طريق علامات يحدددها الكشف السريري مثل اتساع عنق الرحم لمسافة معينة، أو وضع الجنين ورأسه، وغيرها من العلامات. لكن تلك العلامات لا تحد الموعد الفعلي إذا ما كانت الولادة طبيعية، أما إذا استدعت الحالة الولادة عن طريق التدخل القيصري بيتحدد موعدها الولادة وقتها.
إتساع الرحم لعدة سنتيمترات
من علامات الولادة المبكرة هي اتساع عنق الرحم لعدة سنتيمترات، عن طريق ما يسمى بالتمدد، وهذا تشعر به الأم في الأسابيع الأخيرة تلقائياً، وفي حالة الكشف الطبي والمتابعة الدورية يقاس التمدد بالسنتيمترات، التي تكون بسيطة في بداية الحمل؛ لكنها تصل إلى 10 سنتيمترات في الأسابيع الأخيرة، وفي وقت الولادة. لذلك توقعي أن يحدث هذا الأمر في الخمس أسابيع الأخيرة من الحمل، وكذلك الحركة والمشي بخطوات محسوبة تبعاً لالتك الصحية قد تساهم في زيادة الإتساع لتسهيل الولادة، ونزول الجنين بسلام إلى الحياة.
نضج عنق الرحم
المقصود بنضج عنق الرحم هب تلينه إلى حد ما عن ذي قبل في مرحلة الحمل الطبيبعية، وهي تسمى ايضا بـالـ”الطمس” وهي إحدى العلامات الخاصة بالولادة الطبيعية، ولكن قد لا تشعري عزيزتي الام بحدوثه نتيجة وجود الجنين، وابتعاد تلك المنطقة عن الإحساس. في زيارتك للطبيب الدورية كل أسبوع سيلاحظ الطبيب ذلك في كشفه على الاختبارات المهبلية عن طريق الأصابع.
زيادة مستويات الطاقة
على عكس أسابيع الحمل الاولى قد تشعرين في نهاية فترة الحمل في زيادة مستويات الطاقة والإفراط في النشاط عن ذي قبل، مما قد يدهشك، ويدهش المحيطين بكي كثيراً. تلك الظاهرة ليس لها أي دلائل طبية أو أبحاث تؤكدها سوى بعد الملاحظات منذ القدم، حتى أن جداتنا أسموها ظاهرة “التعشيش”، ولا سبب مباشر لها سوى رغبة الأم في تحضير احتياجات مولودها الجديد، والرغبة في جعل كل شيء على أكمل وجه، فتقوم الأم بالانغماس في التحضيرات الخاصة بملابسه، و بسريره، وقد تستيقظ الأم لإكمال شيء ناقص تلك الظاهرة طبيعية جداً و ملحوظة عند العديد من الأمهات.
التقلصات وإضطرابات الجهاز الهضمي
نتيجة ضغط الرحم على البطن والجهاز الهضمي، وزيادة الحجم الكلي للأم يحدث عدة إضطرابات للأم في فترات الحمل الأخيرة، غير التي صاحبتها في فترات الحمل الأولى من قيء مثلاً. قد تؤدي تلك الاضطرابات لحدوث إسهال، وقد لا تتحكم فيه الأم نتيجة إصابتها ببعض من إرتخاء العضلات، لذلك يجب الدخول لدورة المياه كل فترة نتيجة لعدم القدرة في التحكم بشكل كامل في العضلات. كذلك تشعر بعض الأمهات أن الوزن قد ثبت عند مرحلة معينة، وهذا أمر طبيعي، فقد اكتمل نمو الجنين بالكامل، وليس هناك أي جديد سيحدث سوى خروجه للعالم الخارجي بكل صحة وأمان.
كثرة التبول ونزول السائل الأمينوسي
نتيجة لنزول الجنين لمنطقة الحوض، تغير وضع رأسه نتيجة قرب ميعاد الولادة فإن الرحم يضغط على المثانة بالتبعية، مما يؤدي إلى الرغبة في التبول بشكل أكثر من المعتاد. حتى يتسنى للجنين أن يأخ وضعه، ويسهل عملية تنفسه. كما أن من علامات الولادة نزول السائل الأمينوسي من الرحم، أو ما يطلق عليه ماء الرحم، وهي كمية الماء المحيطة بالجنين، ونزولها أول دليل على أنكي وصلتي لموعد الولادة المحدد.
التشنجات والتقلصات في الظهر والرحم
في الأسابيع الأخيرة من الحمل قد تتعرضين لإنقباضات وتشنجات، وإحساس بصغر و كبر فتحة الرحم، وكذلك الإحساس بكونه منقبض أو مرتخي نوعاً ما. وهي إحدى طرق الجسم لتنبيهك أن موعد الولادة قد اقترب، ويجب مراعاة أن تكون تلك الإنقباضات منتظمة، و مرتبطة بتوقيت زمني أكثر من بعضها البعض. كذلك إذا ما استمرت لمدة 30 إلى 90 ثانية أم كانت وقتية فحسب، وكذلك إذا كانت تلك الإنقباضات مستمرة مع المشي أو الحركة فإنها فعلاً إنذار مبكر على قرب موعد الولادة، وإن لم تكن فهي إنقباضات عادية نتيجة حركة الجنين داخل رحمك. كذلك قد يصاحب الأمر آلام في الظهر بشكل مستمر كالخبطات المستمرة، وإذا كانت لا تزول فعليك الاتصال بالطبيب فوراً لأن وقتها قد يكون موعد الولادة الفعلي.
متى نتصل بالطبيب؟
في فترة الحمل، وطوال تلك الرحلة الممتعة عليكي مراجعة الطبيب مرة على الأقل أسبوعياً تبعاً لحالتك، لكن هناك علامات أكيدة على وصولك لموعد الولادة الطبيعية بعد وصولك الأسبوع الـ38، ولكن إذا ما تابعتي مع الطبيب من قبل، وقد حدد لكي أن وضع الجنين وحالتك قد تستدعي التدخل بالولادة القيصرية فتلك العلامات غير مناسبة لكي، لكن في بعض الأحيان بعض ظهور تلك العلامات يتغير وضع رأس الجنين ويلجأ الطبيب للتدخل القيصري. تلك العلامات هي:
- نزول الدم من الرحم بشكل كبير في صورة نزيف، وبصورة أكبر من القطرات التي قد تكون نزلت في الأسابيع الأخيرة مع الإفرازات المهبلية.
- نزول السائل الأمينوسي، وهو الماء المحيط بالجنين بكميات كبيرة، وفي تلك الحالة يجب التدخل فوراً لأن كمية الماء التي حوله قد تكون جفت، ويشكل ذلك خطراً إذا ما حدث تأخير.
- إرتفاع كبير في درجة الحرارة، وسخونة ورعشة في الجسم، لأن ذلك من تأثير اضطراب الهرمونات في تلك المرحلة.
- الشعور بآلام في الظهر تشبه الخبط، وتكون بشكل مستمر.
- تقلصات في الرحم والبطن لمدة من 30 إلى 90 ثانية حتى تكون مستمرة لا تتوقف.
الإستعدادات الأخيرة في الأسابيع الأخيرة
في مرحلة الإستعداد للولادة تكون الأسابيع الأخيرة هي أكثر الأسابيع التي كون فيها الوالدان منشغلين تماماً بتحضير إحتياجات المولود؛ لكن يجب أن لا ننسى الأيام في خضم تلك المرحلة أيضاً عن طريق عدة إستعدادات.
- إستعداد الأهل على إستقبال إبنتهم مرة أخرى بعد الولادة كما هو العرف في بلادنا العربية حتى يساهموا معها في رعايتها، ورعاية مولودها الصغير.
- كيفية نقل الأم للمستشفى والتنسيق مع الطبيب لحظة بلحظة حفاظاً على صحتها، وعلى صحة الجنين.
- التأكد من الموعد التقريبي للولادة حتى تم الإستعداد على أكمل وجه.
- تحضير شنطة الأم والمولود التي تحتوي على أطقم داخلية، وحفاضات، وعبايات واسعة للأم، وما قد تحتاجه في الأيام الأولى طوال تواجدها في المستشفى.
