اتيكيت مقابلات العمل
مقابلات العمل
كم مرة ذهبت لمقابلات العمل؟ أتوقع الإجابة أنها ستكون عشرات المرات دون أن تجتاز هذه المقابلات، لقد تعرضت شخصياً لهذه المشكلة، فهي ليست مشكلة شخصية عندك فقط بل هي مشكلة شائعة وعامة تواجهنا نحن الشباب خاصة في مقتبل العمر خاصة بعد التخرج من الجامعة ربما بسبب الخبرة الناقصة، إلا أنه مع الوقت أصبح هناك بعض النصائح الهامة التي تساعدنا على اجتياز مقابلات العمل بسهولة.
في هذا المقال؛ نلقي الضوء أكثر على مقابلات العمل وبعض النصائح الهامة التي يمكنك القيام بها لكي تجتاز مقابلة عمل والحصول على عمل جيد يناسبنا في سوق العمل.
ما هي مقابلة العمل؟
قبل أن أعطيك النصائح الهامة لاجتياز مقابلة العمل، لابد من دراسة ومعرفة المقابلة جيداً وما هي أهميتها، فمقابلة العمل هي عبارة عن الذهاب لحضور مقابلة مع موظف يمثل الشركة أو صاحب العمل نفسه، وهي عبارة عن اختبار عملي يحاول فيه المقابل معرفة شخصيتك ومدى مناسبتك للقيام بالوظيفة.
هذه الفكرة السابقة هي الفكرة التقليدية عن مقابلة العمل، وربما كونها اختبار عملي أو فيما يعرف عند البعض بكشف هيئة، تبدو الفكرة صعبة وتزيد من ارتباكك لكن لا تقلق أبداً فهو اختبار يمكن اجتيازه بسهولة لكنه يحتاج إلى بعض الأمور النفسية التي يجب القيام بها ومعرفتها.
دليلك الشامل لاجتياز مقابلات العمل
12 نصيحة يمكنك القيام بها للحصول على عمل جيد يناسبك واجتياز مقابلة العمل التي تريد الذهاب إليها، وهي:
كن مختصراً .. خير الكلام ما قل ودل
يقولون في الحكمة العربية الشهيرة خير الكلام ما قل ودل، لذلك عليك بخير الكلام، لا تكن مستطرداً في الحديث، بل كن مختصراً خاصة في بداية المقابلة، لأن المقابل سيسألك سؤال هام عن اسمك وسنك والهوايات الرياضية التي تحبها والخبرات السابقة وغيرها من البيانات العامة قبل الحديث عن ما يخص موضوع المقابلة، لذلك يجب عليك في تلك المرحلة أن تكون مختصراً.
ابدأ الكلام بتعريف نفسك جيداً لمدة دقيقتين أو ثلاثة على الأكثر، يحتاج هذا التعريف إلى تدريب سهل، قبل المقابلة قم بالحديث مع نفسك و التدريب على الحديث عن نفسك في دقيقتين فقط، بحيث يكون المتحدث أمامك قد حصل على جميع ما يلزمه في هذه المدة القصيرة، هذا هام للغاية في بداية المقابلة.
اعرف ما أنت مقبل عليه .. المعلومات هامة وضرورية
النصيحة الثانية التي أنصحك بها هو جمع المعلومات والبيانات العامة عن المؤسسة والشركة التي تريد الذهاب إليها في مقابلة العمل، وهذه المعلومات مثل اسم الشركة، فلسفتها ومنهجها في العمل، تعاملها مع الموظفين، سمعتها في سوق العمل، إنجازاتها وخبرتها وغير ذلك من المعلومات.
هذه المعلومات الهامة تساعدك على تكوين رؤية هامة عن المؤسسة أو الشركة، ومن جهة أخرى، تكون مستعداً للإجابة عن الاسئلة التي ستلقى عليك، لكن عليك الحذر أن لا تبالغ كثيراً في الحديث عن الشركة فالاعتدال مطلوب في هذه الحالة.
كن واضح الرؤية ولا تدعي المثالية!
كن عملياً واضح الرؤية ولا تكن مثالياً أو تدعي المثالية، هذه نصيحة هامة لك، فعندما يلقى عليك سؤال حول سبب تقديمك لهذه الشركة أو لماذا تريد العمل فيها، فلا تدعي المثالية إذن حينها، وتبالغ في مهاراتك التي تناسب الشركة و غير ذلك من الأمور غير الحقيقية، لذلك كن واضح الرؤية.
ووضوح الرؤية يعني أن تقول الحقيقة في مصلحتك الشخصية في العمل لدى هذه الشركة، مثل أن تزيد من راتبك ودخل، وتزيد من خبرتك والحصول على فرصة عمل أفضل والشعور بالجو المريح وغير ذلك، ثم بعدها يمكنك ذكر أن مهاراتك من الممكن أن تناسب الشركة.
ركز على مهاراتك التي تخدم الوظيفة المقدم إليها
العديد من المهارات التي يمكن أن تتميز بها، إلا أن الوظيفة التي ذهبت لمقابلة العمل من أجلها، قد تتطلب مهارة محددة، لذلك عليك ان تقوم بذكر المهارات الهامة التي تخدم هذه الوظيفة دون غيرها.
ويجب عليك عدم الإطراء الزائد في هذه المهارات، وياحبذا إذا كنت تملك شهادات الخبرة الدالة على وجود هذه المهارة، أو جوابات توصية من رؤساء سابقين في العمل الذي كنت تعمل به، فهذا أفضل بالنسبة إليك.
معرفة طبيعة العمل أو الوظيفة قد يساعدك أيضاً
عليك فهم الفرق بين طبيعة المؤسسة أو الشركة، وبين طبيعة الوظيفة التي تريد التقدم إليها، لذلك عليك فهم الطبيعة جيداً وربط مهاراتك وقدرتك على التميز بها والنجاح وتطوير العمل بها.
احذر الفخ المنصوب إليك!
هناك بعض الأفخاخ المنصوبة وهي عبارة عن أسئلة غير متوقعة والتي يجب اجتيازها على الفور دون تردد أو أن تظهر للمقابل أنك متشكك أو متردد في إجابة هذه الأسئلة.
ومن الأسئلة المفخخة ماهو السبب الذي تظن أن المؤسسة ستقبلك بسببه؟ في حال إلقاء هذا السؤال عليك، فإنه فخ منصوب عليك الحذر منه، وذلك لأن إجابته ستكون كالتالي، لقد رأت المؤسسة في خبرتي وشخصيتي ما يلزمها، لكن عليك أن تكون واثقاً من نفسك وفي نفس الوقت تتسم بالتواضع الجم.
من الأسئلة التي قد تشكّل فخاً أيضاً هو لماذا ستترك عملك الحالي، فهذا السؤال متوقعاً بشكل كبير وهو من الأفخاخ أيضاً، لذلك لابد أن تكون إجابته بعيدة عن ما تعانيه من ضغط عمل أو عدم وجود بيئة مناسبة للعمل في هذا العمل الحالي، او غير ذلك التي تعدد عيوب العمل، وفي نفس الوقت تتحدث عن طموحك الشخصي في الارتقاء والتطوير والحصول على المزيد من الخبرة الشخصية والمهارة من خلال المؤسسة والشركة المقدم إليها.
لا تعطي وعوداً لا تملكها!!
في بعض الأحيان هناك من الوظائف تحتاج للتدريب والفترة التأهيلية لشغل هذه الوظيفة، فقد يكون السؤال هنا أثناء مقابلة العمل وهو ماذا تحتاج من الوقت للتدريب والتأهيل كي تكون جاهزاً لشغل هذا المنصب.
في حالة إلقاء هذا السؤال حاول قدر الإمكان عدم إعطاء وعوداً قد لا تملكها، مثل وقت محدد للتدريب قد لا يسعفك للتأهيل الكامل، لذلك عليك أن تركز إجابتك على قدرة التعلم السريع و الدخول سريعاً إلى بيئة العمل والتكيف مع الزملاء، وفهم المهارات المطلوبة للوظيفة والقدرة على تطبيقها في وقت قصير وما إلى ذلك من هذه الإجابات.
مرة أخرى .. لا تكن مثالياً وكن متواضعاً
ربما تكون هذه النصيحة مكررة، لكن مهلاً هناك أمراً هام للغاية يجب القيام به عند المقابلة، هو أن تكون مستعداً بهاتين الصفتين دائماً أثناء المقابلة، وهي أن تكون متواضعاً وغير مثالي.
فالأولى؛ عندما يتعلق الأمر بالسؤال حول غضبك عندما ينتقدك أصحاب الخبرة القليلة في المؤسسة، فماذا سيكون رد فعلك؟!
في هذه الحالة ستكون المثالية هي الصفة التي تساعدك على الإجابة وهي أن تستمع إلى وجهات نظرهم والتعلم منها من أجل اكتشاف نقاط الضعف والقوة فيما تقدمه.
والثاني؛ وهي صفة التواضع التي تظهر عندما ينتقدك الزملاء فهل تغضب في تلك الحالة؟ فعليك الإجابة بنعم، تغضب لأنك تثق في قدراتك في تقديم العمل بشكل أفضل، لكن لا تغضب في نفس الوقت إذا كان الانتقاد يأخذ أسلوبا محترماً لمصلحة تطوير العمل وغيرها من هذه الأمور، ولا يمثل هذا الانتقاد عدم احترام للمجهود الذي تقدمه.
قدّر نجاحك وطموحك وأظهره في المقابلة
من النصائح الهامة التي لابد من القيام بها على الدوام أثناء مقابلة العمل، هي أن تقدر نجاحك وطموحك، وذلك في حالة الحديث عن الأهداف الناجحة التي قدمتها في الحياة العملية وهل انت راضٍ عنها أم لا، ففي تلك الحالة لابد ان تقدر نجاحك وطموحك، و تتحدث عن ما قدمته وأنك راضٍ حتى الأن عن الأهداف المنجزة سابقاً.
لكن في نفس الوقت تبيّن أن طموحك لا ينتهي أبداً، فكلما أنجزت هدفاً، لاح في الأفق هدفاً آخر تريد تحقيقه، وأن هذه ميزة هامة قد تستخدمها في الوظيفة التي تريد شغلها، وتتخذها وسيلة في التطور والنجاح والوصول للأهداف التي تريدها.
كن دبلوماسياً وأحصل على ما تريده قدر الإمكان دون جهد
السياسة فن الممكن، والدبلوماسية هي الحصول على ما تريد دون جهد يذكر، حاول ان تتدرب على هذه المهارات لأنها قد تساعدك على اجتياز مقابلة العمل والحصول على ما تريد، هذه المهارات قد تجدي كثيراً في حال سؤال ما هو الراتب المتوقع الحصول عليه بعد شغل الوظيفة؟
في تلك الحالة يجب عليك أن لا تقدر مبلغ من المال معين، حتى لو كنت تعرف الراتب المتوقع، وحاول أن تكون دبلوماسياً في إجابتك، حيث تقول لا أعرف طبيعة العمل والمسؤولية كي أقدر الراتب، لا أعرف حتى الآن كمية الجهد المبذول مني كي أقوم بتحديد الراتب، وإذا وجدت إصراراً على الراتب المتوقع، ضع راتباً كبيراً تتوقعه.
إذا كانت المقابلة بلغة غير لغتك، لابد من التدريب الجيد قبل الذهاب
هذه نصيحة هامة لأولئك الذين يذهبون لشركات أجنبية، فلابد أن تكون متقناً للغة المقدم لها الوظيفة، أو على أقل التقدير معرفة المبادئ العامة لهذه اللغة وكيفية التحدث والتعبير عن نفسك ومهاراتك وإجابتك لأسئلة المقابلة من خلالها.
فعليك إذن التدريب على التحدث بهذه اللغة وأخذ الدورات التدريبية الهامة في التحدث والاستماع الجيد وكيفية عمل محادثة مع الغير من خلال هذه اللغة من اجتياز هذه المقابلة.
في حالة إذا كنت معلماً فهناك نصائح هامة يجب القيام بها
في حالة إذا كانت المقابلة خاصة بالعمل في مدرسة، فإلى جانب النصائح السابقة هناك بعض النصائح الخاصة لك من أجل الخروج بمظهر مشرف أثناء المقابلة، ومنها أن تكون قادراً على إجابة أسئلة خاصة تربوياً في التعامل مع الطلاب، وعن كيفية إيصال المعلومة، وهل تعرف استخدام التكنولوجيا الاستخدام الأمثل من أجل توصيل تلك المعلومات الدراسية أم لا، وقد تكون المقابلة بها جانب عملي، لذلك عليك أن تكون مؤهلاً ومدرباً على هذه الوسائل بالفعل.
في نهاية هذا المقال؛ فإن الأساليب والنصائح متعددة لاجتياز مقابلات العمل المختلفة، وذلك لأن المقابلة ليست نموذجية لو تظن ذلك، بل على العكس قد تكون المقابلة قصيرة لا تتعدى العشر دقائق، وقد تطول عن ذلك، لذلك عليك ان تكون دقيقاً إلى أبعد الحدود في كيفية التعبير عن نفسك و مهاراتك و الإيجابيات التي تحملها قدر الإمكان، حتى تحصل على ما تريد من عمل جيد تحلم به لتنجز أهداف سامية في الحياة.